نشأة و تطور سوق العملات

إن العملات هي عبارة عن تلك صلة الربط و الوسيط التبادلي الذي يستخدمه الناس لشراء احتياجاتهم حيث أنها عند ظهورها كانت على شكل قطع معدنية (ذهبية أو فضية) , و دخلت في مراحل متتالية من تطورات المتواصلة إلي أن صارت عملات ورقية تعبر عن كمية معينة من المعدن (بحيث تساوي العملة قيمة معينة من الذهب) و الذي عرف بالنظام المعايرة بالذهب .

 

إن عملية التداول ظهرت فعليا مع ظهور البشرية حيث كان الإنسان يدخل في تبادلات حتى يقضي إحتياجاته فمثلا يقوم بمبادلة الزيت بالملح لأنه يحتاج الملح بينما الطرف الأخر يحتاج للزيت , إلا أن هده العملات كانت تحتاج للوقت حيث يجب علي المبادل أن يجد شخصا يحتاج للمادة التي عنده , فتم اللجوء للعملات و التي  كانت تعاير بالذهب حيث أنه في البداية كان بإمكان الأفراد أن يستبدلوا العملة الورقية بالذهب في أي وقت شاءوا ,  إلى أن قامت البنوك المركزية بإلغاء إمكانية تحويل النقود إلى ذهب قبيل الحرب العالمية الأولى , و في ضل عدم القدر علي  التحويل لم يعد هناك حاجة لوجود غطاء نقدي ذهبي لكل العملات الورقية و بعد ذلك أخذت البنوك المركزية في طبع النقود دون وجود ما يعادلها من الذهب .

لقد أسفرت هذه الخطوة عن إرتفاع في الكمية المعروضة من النقود الأمر الذي تسبب في حدوث تضخم كبير وأرتفاع في أسعار السلع والخدمات مما دفع الدول التي سقطت في مشكل التضخم تستورد كميات كبيرة من الذهب من أجل موازنة المعروض من النقود مع ما يعادلها من الذهب , إلا أن قيام الحرب العالمية حال دون ذلك بحكم توقف السبل التجارة بين الدول وبالتالي توقفت عمليات استيراد الذهب , الامر الذي تسبب في تدهور الاقتصاد العالمي ما بين الحربين العالميتين وبدأت جميع دول العالم تبحث عن حل سريع ينقذ اقتصادها بشكل خاص و  الاقتصاد العالمي بشكل عام .

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا